بعض صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم[center]
الدكتور عثمان قدري مكانسي
كلامه صلى الله عليه وسلم
كان صلى الله عليه وسلم :
1- (أفصح خلق الله ) فهو صلى الله عليه وسلم من قريش وربّي في بني سعد وقال : " أنا أعرب العرب ولا فخر " يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه – جوانب فمه .
2- (وأعذبهم كلاما ، وأحلاهم منطقاً ) وتأتي العذوبة والحلاوة من جمال الصوت وحسن الأداء وعدم التكلف وكون الكلام خارجاً من القلب ، وقد قالوا " ما خرج من القلب دخل القلب وما خرج من اللسان لم يتعدّ الآذان " حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح ، ويشهد له بذلك المحب والشانئ.
3- (وأسرعهم أداء ) فما كان صلى الله عليه وسلم يتلكأ في حديثه أو يتأتئ بل كان الحديث ينساب من فمه كأنما يقرأ من كتاب .
4- ( يتكلم بكلام فصل يحفظه من جلس إليه ) فقد كان صلى الله عليه وسلم يعيد الكلام ثلاثاً ليُعقل عنه وما كان يسرد الحديث كسردنا له ، لو أرادّ العادّ أن يعدّه لعدّه .
5- ( يتكلم بجوامع الكلم ) فكلامه صلى الله عليه وسلم فصل لافصول في المعنى البسيط ، ولا تقصير في المعنى الجليل – وهذا يسمى مراعاة مقتضى الحال ، وكان يكلم المرء بما يفهم منه .
6- (وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ) فالسكوت تفكر وتدبر ، والكلام فيما ينبغي حِكم وعظات وعبر .
7- ( ولم يكن فاحشاً ولا متفحّشاً ولا صخّباً ) وهذا دليل عظمة المرء وشدة تقواه ، ولا ريب أن رسول الله سيد المتقين . وكان إذا كره الشيء عًرف في وجهه صلى الله عليه وسلم .
ضحكه صلى الله عليه وسلم
وكان جل ضحكه التبسم بل كله التبسم ، وهذا دليل الاتزان وقد يضحك فتبدو نواجذه ( أضراس العقل ) ولم يكن ضحكه بقهقهة ولا رفع صوت .
بكاؤه صلى الله عليه وسلم
كان من جنس ضحكه لم يكن بشهيق ورفع صوت ،ولكن كانت تدمع عيناه حتى تهملا ويسمع لصدره أزيز . وكان بكاؤه :
1- رحمة للميت وخوفا على أمته وشفقة عليها وهو الرحيم بأمته الشفوق عليها ، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما : " للأنبياء منابر من ذهب ، فيجلسون عليها – قال : ويبقى منبري ، لا أجلس عليه ولا أقعد عليه ، قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقول الله عز وجل : يا محمد ما تريد أن نصنع بأمتك ؟ فأقول : يا رب عجل حسابهم فيدعى بهم ، فيحاسبون ، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي ، فما أزال أشفع حتى أعطي صكاكا برجال ، قد بعث بهم إلى النار ، وحتى إن مالكا – خازن النار – يقول : ما تركتَ للنار لغضب ربك في أمتك من نقمة " رواه ابن خزيمة في التوحيد الصفحة أو الرقم: 598/2 من موقع الدرر السنية .. فانظر إلى هذه النعمة المهداة والرحمة المسداة صلوات الله وسلامه عليه .اللهم اجزه عنا خير الجزاء يا رب العالمين .
2- ومن خشية الله و عند سماع القرآن وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال مصاحبٌ للخوف والخشية . ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون " وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض وبكى لما قرأ عليه ابن مسعود قوله تعالى :" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " وبكى لما مات عثمان بن مظعون وبكى لما كسفت الشمس وبكى في صلاة الكسوف الكسوف وجعل ينفخ ويقول " رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك " وكان يبكي في صلاة الليل .
اللهم إننا نحبك ونحب نبيك الرؤوف الرحيم فاحشرنا في زمرته في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظله ، وأدخلنا بشفاعته جنتك وأكرمنا – على ضعفنا وتقصيرنا- فإنك أكرم الأكرمين ؛ يا رب العالمين . [/